التبويبات الأساسية

مفهوم علم الاجرام

مفهوم علم الاجرام

مفهوم علم الاجرام
ان أغلب التعاريف التي وضعت لعلم الاجرام، تدور حول نقطة أساسيّة، وهي أن هذا العلم، هو " علم دراسة الجريمة" ويعرفه "ستيفاني" و"لوفاسور" و"جامبو – ميرلان" بأنّه "علم دراسة أسباب الجريمة".
ولكن علماء آخرين، لا يرون في علم الاجرام، مجرد علم دراسة الجريمة، بل في نظرهم علم يتسع نطاقه، حتى يشمل دراسة الانسان بكليته. ومن هؤلاء، العالمان "لينيل-لافاستين" وستانسيو، اللذان يعرّفان علم الاجرام بأنّه "الدراسة الشاملة للانسان بكليته"، مع الاهتمام المستمر، بمعرفة أسباب النشاط المضاد للمجتمع وعلاجه. إنه "العلم التام للانسان".
وينظر العلماء الأميركيّون أيضاً، نظرة واسعة الى علم الاجرام، ولكن من خلال اتجاههم الاجتماعي الذي عرفوا به. وأبرز مثال على هذه النظرة، نجده عند العالم "أدوين سذرلاند"، الذي يعرف علم الاجرام، بأنه "العلم الذي يدرس الجريمة بوصفها ظاهرة اجتماعية". وهو هنا، يعني الظاهرة الاجتماعيّة بمعناها الواسع. لهذا فإنّ علم الاجرام يقوم عنده، على محاور ثلاثة:
1 _ كيفية وضع القوانين.
2 _ خرق هذه القوانين.
3 _ رد الفعل تجاه مخالفات القوانين. والتفاعل بين هذه المحاور الثلاثة هو الذي يكون، في نظره، مادة علم الاجرام.
ويتألف علم الاجرام، في رأي "سذرلاند"، من ثلاثة فروع رئيسيّة:
1 _ علم الاجتماع القانوني: ويختص بتحليل الظروف التي تحيط بتطوّر القوانين الجزائيّة.
2 _ علم أسباب الجريمة: ويهتم بتحليل أسباب الجريمة تحليلاً علميّاً.
3 _ علم العقاب: ويعالج مشكلة مكافحة الجريمة.
وفي المختصر، ان علم الاجرام هو "علم دراسة ظاهرة الجريمة، للبحث عن أسبابها، وتحديد طرق علاجها".
ويتضمّن هذا التعريف العناصر التالية:
أولاً: علم الاجرام هو علم. فتفسير السلوك الاجراميّ، لم يعد مستمداً من معايير متافيزيقيّة، او محاكمات عقليّة مجرّدة، بل صار يقوم على منهج علمي، يتم بموجبه تصنيف الظواهر المختلفة التي تتصل بالسلوك الاجرامي، ثم محاولة كشف العلاقة السببية القائمة بينها، انطلاقاً من فرضيّة أوليّة، تنتهي بالوصول الى نظريّة أو قانون.
ثانياً: يدرس علم الاجرام الجريمة كظاهرة اجتماعيّة. أي يدرس حقيقة خروج الفرد على القواعد التي تحكم الجماعة، فتمس أمنها ونظامها، أو تضرّ بمصالح أفرادها، أو تعرّض حياتهم أو سلامتهم للخطر. كما يدرس أيضاً الظروف الاجتماعيّة التي تحيط بالجريمة، سواء ما اتصل منها بالمجرم ذاته، أم بمشكلة الاجرام في المجتمع بصورة عامة.
ثالثاً: يدرس علم الاجرام ظاهرة الجريمة للبحث عن أسبابها. وأسباب الجريمة لم يتفق عليها العلماء حتى الآن. فهي عند بعضهم بيولوجيّة (حيوية)، وعند البعض الآخر نفسيّة، أو اجتماعيّة، او سياسيّة، أو هذه الأسباب كلّها مجتمعة مع بعضها البعض.
رابعاً: لا يكتفي علم الاجرام بالوقوف عند أسباب الظاهرة الاجراميّة، لتفسيرها، ومعرفة طبيعة السلوك الاجرامي، بل يخطو خطوة أخرى الى الأمام، للبحث عن الطرق الكفيلة بعلاج هذه الظاهرة والوقاية منها. أي انه يهتم بإزالة الظروف الاجتماعيّة السلبيّة، التي تؤدّي الى ارتفاع نسبة الجريمة، وذلك باتخاذ "تدابير وقائيّة" تسبق وقوع الجريمة، و "تدابير علاجيّة" تطبّق بعد وقوع الجريمة.
(يراجع في ذلك، كتاب علم الاجرام وعلم العقاب، دراسة تحليليّة في أسباب الجريمة وعلاج السلوك الاجرامي، للدكتور عبود السراج، الطبعة الثانية ص 19)

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment