"بيروت أمّ الشرائع" و"مرضعة القوانين"

"بيروت أمّ الشرائع" و"مرضعة القوانين"

تطلّ مدرسة بيروت على دنيا الفقه ظاهرةً فريدة في نوعها. نشأت فازدهرت فتألّقت فدام تألّقها من أواخر القرن الميلاديّ الثاني حتّى أواسط القرن الميلاديّ السادس، ما يفوق ثلاثة قرون ونصف القرن. قلّما عرفت مدرسة في كتب السيرة وفي القصائد وأدب المراسلة، بل في المدوّنات الرسميّة، ما عرفته بيروت ومدرستها من أوصاف لا عهد لنا بها إلاّ في كتب الملاحم والأساطير. حتّى ليكاد ناقلها يُتّهم بالهوس أو المبالغة، مهما تأنّى وشدّ العنان إلى قلمه والكلمات. وقلّما عرفت مدرسة في التاريخ القديم مثيل هذا الاستمرار في التقدّم والارتقاء، أو مصيرًا يضاهي هذا المصير.... تتمة