التبويبات الأساسية

هيئات المجتمع المدنيّ تتحضّر لخوض الانتخابات النيابيّة

هيئات المجتمع المدنيّ تتحضّر لخوض الانتخابات النيابيّة

هيئات المجتمع المدنيّ تتحضّر لخوض الانتخابات النيابيّة

 

الإنتخابات النيابيّة محطّة جديدة ستخوضها هيئات المجتمع المدنيّ ضدّ كلّ الطبقة السياسيّة وأحزاب السلطة على غرار الاستحقاق البلديّ والاختياريّ، وقبله التظاهرات والتحرّكات في الشارع رفضًا للفراغ الرئاسيّ وأداء الحكومة وملف النفايات والفساد والتمديد لمجلس النوّاب.

تحرّكت هيئات المجتمع المدنيّ وجمعيّاته وشخصياتّه تحت عناوين عدّة وملفّات حسّاسة وقضايا وطنيّة سياسيّة واجتماعيّة وإنسانيّة وقانونيّة لتقدّم الرؤية الوطنيّة الشاملة مقابل فشل السلطة وإخفاقها في معالجة أيّ قضيّة على أيّ صعيد كان. كثيرة هي محطّات المجتمع المدنيّ وستضاف إليها واحدة في الاستحقاق النيابيّ الذي قد يشهد لوائح وترشيحات لهذا المجتمع على امتداد لبنان بعبارة أخرى قد تخاض المعارك الانتخابيّة في 128 دائرة وقد ينزل عدّد المرشحين لكنّه لن يقلّ عن الـ 64.

ويتطلّع المجتمع المدنيّ لتحقق معاركه في الانتخابات الربيع اللبنانيّ الجديد الذي ينقل لبنان إلى رحاب الدولة واللبنانيّين إلى مصاف الشعوب الراقية بوضع حدّ للزبائنيّة وكلّ ما أسقط مشروع بناء الوطن اللبنانيّ والذي تتمسّك به الطبقة السياسيّة والحاكمة. إذن ستخوض عشرات من الجمعيّات والشخصيّات والهيئات من المجتمع المدنيّ الانتخابات النيابيّة وهي تطالب بقانون يعتمد النسبيّة الكاملة...وإذا اقرّ قانون آخر فهي ستعارضه لكنّها ستخوض المعارك الانتخابيّة حتّى ولو أُيقي على الستّين الذي هو أبغض الحلال.

المطلوب تحقيق نجاحات انتخابيّة والفوز بعدد من المقاعد لكن الأكيد الذي لا حياد عنه أنّ لا أحد سينسحب من المعركة وأيّار المقبل على موعد مع ذلك إلّا إذا قرّرت السلطة تمديد ولاية مجلس النوّاب للمرة الثالثة على التوالي وهي ستبرّر هذا التمديد بالأسباب التقنيّة الصرف. حتّى اليوم تتحرّك هذه الجمعيّات والشخصيّات في إطار مستقلّ وتعقد الاجتماعات من ضمن 3 كتل أو تجمّعات أو تحالفات حيث تعمل كلّ واحدة منها على صياغة برنامج موحّد لخوض المواجهة الانتخابيّة على أساسه وحيث ستكون لكلّ جمعيّة أو شخصيّة استقلاليّـتها.

ويشير رئيس حزب العمّال مارون الخولي الداعم للحراك المدنيّ والمشارك في إحدى هذه التجمّعات إلى أن التحرّك يحصل على أساس كونفدراليّ إذا جاز التعبير حيث لكلّ جمعيّة شخصيّتها المستقلّة وخصوصيّتها إنّما التنسيق كامل بين الجميع في كلّ تجمّع أو تحالف تمهيدًا لإنضاج المبادئ والبرنامج الذي ستخاض على أساسه الانتخابات النيابيّة. وهو يقول لـ "لبنان 24" إنّه حين ينتهي كلّ تجمّع أو تحالف من صياغة برنامجه الانتخابيّ فستنطلق خطوات التنسيق بين التجمّعات الثلاثة لتوحّد برامجها ورؤيتها لخوض الانتخابات على مساحة لبنان بالتالي لتوفّر الإمكانات لترشيح العدد الأكبر من المرشّحين الذين قد يبلغ عددهم 128 شخصًا.

الخولي يلفت إلى أنّ المجتمع المدنيّ سيخوض الانتخابات كونه المعارض الحقيقيّ لكلّ أحزاب السلطة وشخصيّاتها التي تتقاتل اليوم على التجمّع في حكومة واحدة والتي لم تبصر النور بعد بسبب الصراع على المحاصصة والأحجام في ظلّ افتقارها إلى رؤية حقيقيّة لبيانها الوزاريّ بدل أن تظهر اتّفاقها المسبق على قانون الانتخاب الذي يجب أن يقرّ سريعًا وحيث يتبيّن أنّ الأفرقاء المشاركين في هذه الحكومة عندهم أربعة برامج انتخابيّة متناقضة. وهو يوضّح أنّ لدى هيئات المجتمع المدنيّ رؤى متكاملة لكلّ الملفات الوطنيّة على مختلف الصعد تحمل الإنقاذ والتطوير المطلوبين للبنان بكلّ قطاعاته ومفاصل حياة شعبه انطلاقًا من الشفافيّة المطلقة في كلّ المشاريع والطروحات والخطوات والبرامج والمواقف.

المجتمع المدنيّ الموجود في كلّ مجالات الحياة اللبنانيّة واثق من رغبة الشعب اللبنانيّ بالتغيير وهو يدرك حقيقة الصعوبات العملاقة التي تقف بدربه ويشير الخولي في هذا الإطار إلى أنّ الرهان الأوّل والأخير هو على وعي اللبنانيّين وثقافتهم ورفضهم لاستمرار الواقع القائم وهم يدركون أنّهم أكبر المتضرّرين من سياسات الطبقة الحاكمة التي أوصلت لبنان إلى الفشل الذريع على كلّ المستويات. ويذهب الخولي إلى حدّ الوعد بتحقيق ربيع جديد للبنان واللبنانيّين الذي سيتجلى مفاجآت في صناديق الاقتراع وهو ما كان ظهر للعيان في الانتخابات البلديّة وسيكون هذا الربيع شعبيًّا ومعتدلًا ومتسامحًا ومؤمنًا بدولة حقيقيّة وباتّفاق الطائف والدستور اللبنانيّ الحاليّ وبعيدًا من أيّ تطرّف.

وعن سبل التمويل يقول الخولي: "كثيرون يؤمنون برؤيتنا ومبادئنا وأهدافنا وكلّ من سيخوض الانتخابات من ضمن تحالفاتنا سيرفع السرّيّة المصرفيّة عن حساباته وسيتم الإعلان عن مصادر التمويل وجهات استعماله وإنفاقه بكلّ شفافيّة وصراحة". ويختم الخولي داعيًا اللبنانيّين للانخراط في هذه الفرصة الثمينة التي تطلّ على لبنان وواعدًا بنقلة نوعيّة أصبحت على الأبواب، ومضيفًا: "انتظرونا".

 ( ناجي يونس _ خاص "لبنان 24" تاريخ 12/12/2016  المجتمع المدنيّ يتحضّر لخوض الانتخابات النيابيّة في كلّ لبنان)

 

 

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment