التبويبات الأساسية

سلوى الخليل الأمين

سلوى الخليل الأمين

سلوى الخليل الأمين

" شاعرة وأدبية لبنانيّة٬  رئيسة "ديوان أهل القلم"٬  رئيسة "ندوة الإبداع". اعتبرتها مجلّة "حوّاء" في عددها الثالث "أكثر من وزيرة ودون تعيين". أطلق عليها الدكتور محمد علي موسى لقب "أميرة المنابر"٬  وقد تبنّته الهيئات الثقافيّة والأدبيّة في لبنان. متزوّجة من الدكتور عماد السيّد جعفر الأمين٬  أستاذ جامعيّ ومسؤول تربويّ٬ أمّا أولادها فهم: مهنّد (مهندس مدنيّ خريّج الجامعة الأميركيّة)، مصطفى (باحث وعالم لبنانيّ متفوّق في مجال الطبّ النوويّ في واشنطن)٬ رشا (مهندسة ديكور وأستاذة جامعيّة في جامعة LIU، ربى (أستاذة جامعيّة في جامعة LIU اختصاص تصميم إعلانات٬ وكنده التي بدأت الدراسة في العام 2007-2008 في الجامعة الأميركية LAU. "

سلوى الخليل الأمين "شاعرة نسجت خواتم قصيدها من أكمام الحقول والغابات والوجع. عناقيدها دوالي الحب والحلم وأبجديّتها مسالك فوّاحة من الياسمين والعنبر والوزّال الجنوبيّ العتيق. سلوى الخليل الأمين رئيسة ديوان أهل القلم في لبنان جاءت من واحة الأدب ومن جذور اللغة ومجامع العلوم، منبريّة من الطراز الأبرز وحضورها متألّق في المحافل والندوات والمهرجانات. هي جميلة السيّدات التي تليق بهنّ الأمكنة لياقة ولباقة. اكتنزت مخزونها من بيئة غنيّة واستطاعت عن جدارة أن تسبق جيلها".(مقدّمة لحنان حمود عن الدكتورة سلوى الخليل الأمين في مجلة "المرأة اليوم" الصادرة في دبي)

ولدت الدكتورة سلوى الخليل الأمين في بلدة جويّا الجنوبيّة-قضاء صور. جدّها من والدتها كان عالمـــًا من علماء الدين والفقه. والدها كان وجيهًا في بلدته ومن ثمّ رجل أعمال في افريقيا٬ ترك لبنان وسافر للعمل في غينيا الافريقيّة وبناته في سن الطفولة٬  فتولّت الوالدة تربيتها وإخواتها وطبعت ذاكرتها ونفسها أعمق الذكريات والمشاعر. جمعت والدتها كشكولاً من النثر والشعر هو الأول من نوعه في العلم العربيّ وقد أطلق عليها لقب الأديبة الحسناء في الصالونات الأدبيّة في بيروت.

زرعت والدتها فيها حبّ الشعر والأدب وعوّدتها مع أخواتها منذ صغرهنّ على حفظ الشعر وإلقائه. وكانت لعبتهنّ المفضّلة حلقات سوق عكاظ المنعقدة بشكل دائم في المنزل الوالديّ.

لوالدتها الفضل الأوّل والأخير في تهيئتها منذ الصغر للوقوف على المنابر خاصة في اللجنة الخطابيّة في المدرسة الابتدائيّة حيث تمّ اختيارها خطيبة في احتفلات المدرسة.

تلقّت علومها في مدرسة جويّا الرسميّة ثم انتقلت إلى الكليّة الجعفريّة في صور. وأكملت دراستها في جامعة القدّيس يوسف في بيروت وجامعة بروكسل الحرّة في بروكسل/بلجيكا.

تشير في مقابلات صحفيّة أجريت معها إلى أنّ الفضّل الحقيقيّ لأمّها في توفير العلم لها ولأخواتها. فدراستها كانت في جويّا التي تتوفّر فيها مدرسة للبنات لكن المشكلة وقعت في المرحلة التكميليّة المتوافرة حصرًا للصبيان. وتضيف "كان الحلّ لدى الشيخة أن تكسر القاعدة وتتخطّى التقاليد وتضع بناتها في مدرسة الصبيان. إلّا أّن هذه الخطوة تحتاج إلى موافقة الدوائر الرسميّة كون التعليم الرسميّ لم يكن مختلطًا. اتّصلت بمدير المدرسة طالبةً منه إرسال رسالة إلى وزير التربية لطلب الإذن واستندت إلى الواسطة والمعارف لأخذ الموافقة. فأحدثت آنذاك في أواخر الخمسينيّات ثورة في البلدة. كنت أنا وشقيقي وحدنا في السنة الأولى وفي الثانية أصبحنا ستّ بنات وفي الثالثة باتت المدرسة مختلطة".

أكملَتْ علومها المدرسيّة في الكليّة الجعفريّة في مدينة صور٬  و"كان السائق يأخذنا يوميًّا إلى الكليّة الجعفريّة للبنات فشكّل ذلك أيضًا فتحًا جديدًا ".

في عمر الخامسة عشرة٬  وفور انتهائها من المرحلة المتوسطيّة٬  خُطبت من ابن خالتها الدكتور عماد الأمين. وتمّ الزواج بعد سنة وهي في ربيعها السادس عشر٬  فانتقلت للإقامة في بيروت.

بتشجيع من زوجها الأمين تابعت دراستها بعد الزواج في الجامعة اليسوعيّة (جامعة القدّيس يوسف) ونالت درجة الماجيستير في الأدب العربيّ. كانت تفضّل التخصّص في الهندسة لكن وضعها كأمّ لعائلة دفعها إلى اتّخاذ المنحى الأدبيّ.

عام 1975 ٬ احترق منزل عائلتها في عين الرمانة وقد احترق كلّ نتاجها الشعريّ وكتاباتها الأدبيّة.

بعد الاجتياح الإسرائيليّ هاجرت مع عائلتها إلى بلجيكا بعد أن أمّن لها زوجها عبر وزارة التربية منحة تدريبيّة من السوق الأوروبيّة المشتركة لسنة ونصف السنة. عاشت في بلجيكا مدّة ثلاث سنوات مستغلّة وجودها في تلك الدولة الأوروبيّة لتكمّل تخصّصها الجامعيّ في جامعة بروكسل الحرّة التي منحتها الدكتوراه في الحضارة الإسلاميّة وموضوعها "الخليفة التاريخيّة والفكريّة والدينيّة لنمّو المقاومة في جبل عامل" متعمّقة في موضوع المقاومة في جنوب لبنان.

هي تحمل إجازة في الأدب العربيّ- جامعة القدّيس يوسف – بيروت عام 1978 ٬  ودكتوراه في الحضارة – حلقة ثالثة – من جامعة بروكسل الحرّة – بلجيكا 1986 ٬  وقد مارست مهنة التعليم في المدارس الرسميّة في لبنان مدّة اثنتيّ عشرة سنة.

في بداية حياتها العمليّة٬  اختارت التعليم رسالة ومهنة٬  درّست اللغة العربيّة والتاريخ والجغرافيا في المراحل التكميليّة واهتمّت بصفوف الروضة في المدارس الرسميّة. بعدها التحقت بأمانة سرّ لجنة المعادلات (لجنة الكولوكيوم والمهندسين) التي يتولّى زوجها الدكتور عماد الأمين إدارتها في وزارة التربيّة. ثمّ عملت منذ العام 1991 في المجلس الوطنيّ لإنماء السياحة قبل أن يتمّ إلغاؤه ونقلها بالتالي إلى دائرة وكالات السفر موظّفة في قسم الكفالات الماليّة والبرامج السياحيّة. لاحقاً٬  تمّ تعيينها عضوًا مقرّرًا في اللجنة السياحيّة الاستشاريّة قبل أن تتسلّم في عهد الوزير نقولا فتوش إدارة مغارة جعيتا.

 حائزة عددًا وافرًا من الأوسمة والميداليّات والدروع وشهادات التقدير والتنويه المحليّة والعربيّة والدوليّة. وهي تتّقن إضافة إلى العربيّة اللغة الفرنسيّة وبعض الانكليزيّة.

 منذ صباها وهي تنشط في الجمعيّات الثقافيّة والمنتديات الاجتماعيّة التي عرفتها عضوًا خلوقًا وقياديّة نشيطة تركت فيها أعمق التأثير وأغزره.

انطلقت أولى تجاربها في العمل الثقافيّ من الجنوب وبيروت معًا وتحديدًا في جمعيّة المنبر الحرّ الثقافيّة ومنتدى صور الثقافيّ٬ ثمّ من خلال عضويّتها في اللجنة الثقافيّة ل"الجمعيّة اللبنانيّة للتأهيل والتنمية "تأهيل" – مركز توفيق طبّارة٬ وهذه الجمعيّة تعنى بالطلّاب ذوي مشكلة التأخير المدرسّي انتسبت إليها الأمين في مرحلة ما بعد نهاية الحرب واتّفاق الطائف.

 كما كان لها حضور فاعل في ديوان الكلمة ومؤسّسة الموسيقى العربيّة الفصحى ولجنة الأوديسّه للثقافة والإعلام.

خلال الأحداث الأليمة التي عصفت بلبنان٬ صبّت جهودها من أجل التخفيف من المأساة عن كاهل الشعب اللبنانيّ دون تمييز أو تفرقة و بعيدًا عن أيّة مصلحة خاصة.

عملت بداية من خلال مسؤوليّاتها في اللجنة الإعلاميّة لمجلس تجمّع المهجرين اللبنانيين٬ على قضايا المهجرين والإسكان والبؤس. ويعود لجهودهن في المجلس المذكور الفضل في المطالبة بوزارة للمهجّرين٬ وفي تأسيسها وانطلاق عملها.

لعبت٬ خلال الحرب٬ دورًا محوريًّا في حماية الفكر وصون موقعه. وكان لجهودها الفضل الكبير في معالجة الكثير من الشوائب والتصدّي للعديد من الأخطار. من وحي نشاطها الذي ساهم في توحيد أهل الفكر والعلم والقلم والإبداع أبصرت وزارة الثقافة النور.

 عرفتها لجنة تخليد عمالقة الشرق سابقًا عضوًا فاعلاً. كذلك ساهمت من خلال عضويّتها في الجامعة الهاشميّة في تفعيل دور هذه العائلة العريقة على مستوى لبنان والعالم العربيّ. مثّلت وزارة السياحة في مؤتمرات دوليّة ومحليّة عدة٬ ومنحت عضويّة شرف في مهرجان البحر المتوسط-مدينة بيشلله / ايطاليا.

يعود لها الفضل في تأسيس "ديوان أهل القلم" و "ندوة الإبداع"٬  وهي تترأسّهما.

وقد أخذت على عاتقها تكريم الطاقات اللبنانيّة المتفوّقة في عالم الانتشار. وهي تنظّم مهرجانين سنويّين تكرّم من خلالهما المبدعين اللبنانيّين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم على اختلاف اختصاصاتهم.

على صفحات مجلة "رومانسيّة" الصادرة في دبي في آذار 2005 أعلنت الدكتورة الأمين الآتي: " أنا خلقت على هذه الأرض ووجدت بهذا الوطن الذي يشكّل وجعي والألم الذي يعيش داخلي٬  أنا عندما تغرّبت وعشت في بلجيكا كنت كلّما رأيت الطفل البلجيكيّ يلهو فرحًا في مدينة الألعاب أتحسّر على الطفل في وطني وأتساءل: لماذا لا يعيش الطفل اللبنانيّ حالات السعادة والفرح مثل الطفل البلجيكيّ؟ وعندما كنت أرى العجوز كم هو مكرّم ومعزّز أتحسّر على العجزة في بلادي. وعندما كنت أرى الأشياء المتقدّمة كلّها كنت أتحسّر على وطني. وعندما رجعت إلى بلدي قلت : لماذا لا نكون مثلهم؟...نعم هدفي إصلاح زاوية من زوايا الوطن من خلال "ديوان أهل القلم" ومن خلال "ندوة الإبداع"٬  ومن خلال الهمّ الثقافيّ الذي أحمله على أكتافي وبقلبي٬ فبالنهاية أهل الفكر وأهل الثقافة هم الذين يقومون بالثورات في العالم٬  والثورة الفرنسيّة لم تقم لولا فولتير و روسو وغيرهم ممن أرسوا مبادىء العدالة والإخاء والمساواة".

تتطلّع سلوى الخليل الأمين من خلال "ديوان أهل القلم" و"ندوة الإبداع" إلى تكريم المبدعين اللبنانيّين المنتشرين في كل أنحاء العالم وإلى إفتتاح مركز للبحوث والتوثيق والدراسات ومكتبة...وتسعى إلى تشكيل "لوبي" لبنان اغترابي٬  بالاضافة إلى تنظيم الندوات والمؤتمرات والمهرجانات التكريميّة٬  مع اصدار مجلّة فكريّة أدبيّة...ثقافيّة...اجتماعيّة تهتمّ بثقافة الاغتراب ونشر مؤلّفات وترجمات وطنيّة وعالميّة.

أصدرت الدكتورة سلوى الخليل الأمين عدّة كتب كما لها مخطوطات شعرّية ونثريّة جاهزة للطبع.

هي رمز من رموز الفكر والمجتمع في لبنان٬  تخطّى اسمها مساحة الوطن الصغير ليتردّد صداه في كلّ العالم العربيّ. وقد تتبّعت وسائل الإعلام اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة أخبارها ونشرت أفكارها وتصريحاتها وسلّطت الأضواء على كل ّنشاط ثقافيّ واجتماعيّ تقوم به.

لها كتابات وبحوث تنشر في غير مجلة وجريدة في لبنان والعالم العربيّ والغربيّ. بالإضافة الى مقابلات صحافيّة وتلفزيونيّة وإذاعيّة عدّة ومقدّمات لبعض الكتب الأدبيّة والتاريخيّة. في قصائدها وكتاباتها٬  ترتدي الأفكار ثوبًا ربيعيًّا ينسدل بدفء كطيف قوس قزح ينشر خلفه العطر وومضة الحياة. كلماتها مشبعة بعمق ثقافيّ.

شاركت في ندوات ومؤتمرات وأمسيات شعريّة وأدبيّة وفكريّة محليّة وإقليميّة ودوليّة٬  منها مهرجان البحر المتوسّط في مدينة "باري" في إيطاليا العام 2000.

عندما وصلتها الدعوة للمشاركة في هذا المهرجان المتوسطيّ٬  تريّثت بداية في قلوبها كي تتأكّد من عدم وجود إسرائيل بين الدول المشاركة.

دُعيتْ الأمين إلى المؤتمر بوصفها شاعرة فألقت قصائد بالعربيّة ترجمت فورًا إلى الإيطاليّة. وكانت الوحيدة التي مثّلت لبنان في المهرجان. في وقت مثّلت باقي الدول العربيّة وفود ضخمة لا سيما الوفد الأردنيّ.

تمكّنت من سدّ هذا النقص وتمثيل لبنان أفضل تمثيل. وقد أصرّت على أن تلقي كلمة لبنان في جلسة الافتتاح.

عندما احتضنت مدينة جرجيس فعاليّات الملتقى الدوليّ حول "واقع وآفاق السياحة البيئيّة والثقافيّة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط" بدعوة من جمعيّة التنمية المستديمة والتعاون الدوليّ٬  مثّلت الدكتورة سلوى الخليل الأمين وزارة السياحة اللبنانيّة في هذا الملتقى الدوليّ وكان لبنان البلد العربيّ الوحيد الذي حضر المؤتمر إلى جانب تونس. وكان لها شرف إلقاء كلمة باسم لبنان في حفلة الافتتاح.

على هامش مؤتمر "الجمعيّة العربيّة الاميركيّة لمناهضة التمييز ADC٬  كرّمت مدينة ديربورن قرب ديترويت في ولاية ميشيغن الاميركيّة رئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الخليل الأمين في حزيران 2005 بمنحها شهادة مواطنة شرف أميركيّة باسم بلديّة ديربورن، في احتفال شاركت فيه القنصليّة العامة اللبنانيّة وبلديّة ديربورن والرابطة القلميّة العربيّة الاميركيّة ونادي بنت جبيل الثقافيّ والعديد من القناصل العرب المعتمدين وجمع من أبناء الجالية العربيّة واللبنانيّة والجنوبيّة.

( يراجع في ذلك، كتاب أعلام من بلاد الأرز 2009 للكاتب أنطوان فضول الجزء الأول  ص86 )

editor1

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment