التبويبات الأساسية

العماد عون في ذكرى 13 تشرين: شهداؤنا لهم شرف التضحية وعلينا الوفاء

  • العماد عون في ذكرى 13 تشرين:  شهداؤنا لهم شرف التضحية وعلينا الوفاء-0
  • العماد عون في ذكرى 13 تشرين:  شهداؤنا لهم شرف التضحية وعلينا الوفاء-1
  • العماد عون في ذكرى 13 تشرين:  شهداؤنا لهم شرف التضحية وعلينا الوفاء-2

13/10/2013

إن الشعوب التي تنسى تاريخها ليس لها مستقبل وتكرّر أخطاءها، أما تلك التي تحتفظ بالذاكرة الجماعية فتصحح تلك الأخطاء، وتستذكر المراحل الاستثنائية التي جلّى فيها رجال استثنائيون؛ فكانوا لها أبطالاً تقتدي بهم الأجيال الطالعة.

نحن لم ننس، ولن ننسى، تلك الحقبة التي مررنا بها وأثقلتها مآسٍ وبطولات، يأس ورجاء، وامتزج فيها الاعتزاز بالأمل، إلى ان حصلت الصدمة الكبرى في الثالث عشر من تشرين الأول، وبدأت معها درب آلامٍ قاسية مشاها كل لبنان. 

كثيرون صمدوا، وأكملوا الطريق على رجاء قيامة الوطن، وآخرون انهاروا وخافوا فانكفأوا. أما من ارتضوا أن يكونوا يهوذا وبيلاطس لبنان، فبعد أن قبضوا الثلاثين من الفضة وغسلوا يديهم من دمه، عمدوا الى بذر الشكوك في نفوس أبنائه بغية تيئيسهم في تلك المرحلة الصعبة، وسخّفوا شهادة الشهداء، فكانوا يقولون لكم دائماً "بعدكن مصدقين وناطرين؟؟ من كل عقلكن لبنان رح يتحرر..؟!، الله يرحم يللي ماتوا، شو إجاهن؟؟.."

وقد غاب عنهم أن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء قد سقت بذور الحرية والسيادة والاستقلال وانها لا بدّ أن تعطي المواسم الخصبة.

وإذا كان لشهدائنا شرف التضحية، وكان علينا الوفاء، فعلينا أن نفهم أولاً لماذا ولأي قضية استشهدوا، حتى يأتي وفاؤنا لهم جواباً على تضحياتهم.

لقد قاتلوا في سبيل وطن تفتخرون بالانتساب إليه يضمنون فيه السلام والطمأنينة لأولادهم وأحفادهم ويعيشون فيه مكتفين بما يوفره لهم من سبل عيش كريم، ومطمئنين الى مستقبل مضمون.

وقاتلوا أيضاً في سبيل وطن سيد حر مستقل، استوجب التضحية وتحمّل مغارم الحرب بالاصطدام مع غريب يحاول السيطرة عليه، ومع قريب يحاول السطو على خيراته، وما زالت حرب الأقارب مستمرة، يتصارعون فيها على سلب ما بقي في جيوب أبنائه.

نحن ما زلنا على عهدنا لشهدائنا، وقد وفينا قسماً منه بجهادنا المستمر في الداخل والخارج ولم نعد الى الوطن إلا وأرضنا محررة من كل جندي غريب.

تحررت الأرض ولكن عقول حكامِّها لم تتحرر بل بقيت محتلة وساعدت على احتلال القرار الوطني فأفقدته كل معاني الاستقلال، وما نعيشه اليوم هو مأساة هذا الحكم. هؤلاء الحكام وصلوا الى مناصبهم آتين من ميليشيات متصارعة، ولكنها متحالفة في ما بينها ومع سلطة الوصاية للوصول الى مواقع يتقاسمون عبرها خيرات الوطن.

واليوم يعملون تحت وصايات متعددة، يتلقون منها التعليمات والأوامر كما باتوا عاجزين عن التفلت من الارتهان الذي وجدوا فيه، لذلك لم يعد ممكناً أن يتحرّروا من الخضوع الى معلم غريب ينفّذون قراراته.  

إن الوفاء لشهدائنا لا يكتمل إلا بتحرّر الإنسان بعد تحرير الأرض؛ فإن لم نحرّر الإنسان، عبثاً نحاول المحافظة على الأرض المحرّرة، كما أنه من المستحيل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتأمين المستقبل اللائق للذين وهبوا حياتهم وتيتمت عائلاتهم.

من هذا الواقع نستمد فكرنا التغييري الإصلاحي؛ فعقلية الميليشيا التي ظننا أنها اختفت، نجدها اليوم معشعشة في نفوس أربابها، تتحكم بالوطن، عابثة بكل مؤسساته، لاغية كل مقوماته، ومتابعة استثمار موارده واستعباد مواطنيه كما سبق وبدأت: بالخوف وبالحاجة.

إنّ مرتكزات الحكم اليوم تقوم على تجاوز القوانين، واستغلال الصلاحيات لتغطية       الفساد وحماية مستثمريه.. هذه هي الأعراف والتقاليد السياسية المعمول بها في الحقل العام، وتعوّد المجتمع على هذا السلوك فرضخ له، ولا يمكن إذا استمرت هذه الحال أن نقوم بأي عملٍ إصلاحي. لذلك، اصبح لزاماً علينا، أن نجمع القوى المكبوتة مع تلك القادرة والراغبة، لنعمل سوياً ونكسّر الأغلال التي تقيد طاقات الشعب، وتمنعه من التحرّر من قيود اوضاعه السيئة كي تبقيه اسير الاقطاع السياسي والمذهبي والمالي، يجر أذيال الخيبة عبر ديموقراطية ممسوخة، يتسوّل فيها حقوقه على ابواب النافذين.

اليوم وقد بدأت بذور الاصلاح تنبت، نجدّد العهد والوعد لشهدائنا باننا سنكمل نضالنا من أجل بناء دولة يحترم حكّامها الدستور والقوانين، ويشعرون بآلام شعبها، فلا يعبث حُماتُها بخيراتها ويستطيع أبناؤها مساءلة مسؤوليها ومحاسبتهم..

 

DNA يُنهي مأساة فيوليت وجوني بعد 19 عاماً



غسان سعود

 

ودّعت بلدة دبل (قضاء بنت جبيل)، أمس الجندي في الجيش اللبناني، جوني ناصيف، الذي فقد في 13 تشرين الأول 1990، وتبيّن بعدما وافقت والدته قبل نحو شهرين على تقديم عيّنة من الحمض النووي أن إحدى الجثث التي وجدت في المقبرة الجماعية في ملعب وزارة الدفاع في اليرزة عام 2005 تعود إليه، بحسب البلاغ الرسمي الصادر عن قيادة الجيش. جوني الذي لم يكن قد بلغ السادسة عشرة من عمره حين تطوع في أنصار الجيش ربما يكون مجرد تفصيل، مقارنة مع والدته فيوليت. هذه السيدة التي ربت بناتها وابنها الثاني فعلت كل شيء لتعرف مصير ابنها، فبدأت التحرك بمبادرة شخصية إثر الهجوم السوري على قصر بعبدا في 13 تشرين، وفقدانها الاتصال بابنها، متنقلة من مستشفى إلى آخر ومن مركز حزبي إلى آخر ومن ضابط سوري إلى آخر. فيوليت لم تصدق أن جوني الذي انقطعت أخباره في 13 تشرين الأول قد قتل أو أعدم، وساعدها في ذلك حصولها بعد أسبوعين من فقدان جوني على برقية رسمية من قيادة الجيش اللبناني تفيد بأن جوني ناصيف ليس في عداد المتوفّين، في تاريخ 13/10/1990. ومن هناك بدأ مشوار من الآلام والتمسك بحبال الهواء، استمر 19 عاماً. فهي كانت تقول: «أنا كأمّ لا أصدّق شيئاً» و«لن أتوقف عند المتشككين»، راويةً أنها رأت جوني مرتين، مرة عام 1991 في فرع التحقيق في دمشق بعدما توسّط لها بعض النافذين في سوريا من آل الأسد، ومرة عام 1994. وكانت تذكر تفاصيل رحلاتها إلى القرداحة و«بطاقة الزيارة الرسمية». وإذا بردت همتها أو ضعفت عزيمتها قليلاً كان يزورها أحد المعتقلين السابقين في سوريا ليؤكد لها رؤيته لابنها. وتنقلت فيوليت من منبر إلى آخر، ومن خيمة اعتصام إلى أخرى، لاحقتها الاستخبارات اللبنانية وأوقفتها الاستخبارات السورية 6 ساعات في عنجر، بعدما «تجاوزت الحدود»، ولم تترك ضابطاً سورياً فاعلاً في لبنان إلا زارته، عارضة عليه المال لقاء تعاونه للإفراج عن صغيرها. فيوليت التي لم تثق أبداً بوعود المسؤولين اللبنانيين شاركت مع غازي عاد في تأسيس «سوليد» لمعرفة مصير المفقودين في السجون السورية. وهي تمسّكت برفضها الخضوع لفحص الـ DNA عام 2005 بعد اكتشاف المقبرة الجماعية في ملعب وزارة الدفاع في اليرزة ليقينها أن جوني لم يستشهد في 13 تشرين ولم يدفن. لكن، في الفترة الماضية تفاقمت ضغوط المقربين من فيوليت عليها لتجري الفحوص، فقبلت. ولما تبين تطابق في الحمض النووي بين فيوليت وإحدى الجثتين اللتين لم يتم التعرف إلى صاحبيهما بعد، طلبت قيادة الجيش إجراء المزيد من الفحوص قبل أن تبلّغها أمس بالقرار: لم تكن الشهادة في مبادئنا العسكرية إلا طريقاً إلى المجد والخلود، يسلكه الأبطال المؤمنون برسالتهم، والأوفياءُ لقسَمهم، وعلى هذا الطريق مضى الشهيد جوني ملبّياً نداء الواجب. فيوليت رقصت صباح أمس حاملة صورة جوني أمام نعشه الذي حمله عسكريون عمرهم من عمر مأساتها، وسكتت أمام النعش تستمع إلى تساؤلات الأب يوسف نداف في وداعه. بعد يوم طويل، يقول رئيس جمعية «سوليد»، غازي عاد، إن جوني قد دفع ثمن معركة أكبر منه، لكن فيوليت دفعت ثمن إهمال السلطات اللبنانية ولاإنسانية المسؤولين. جثث في وزارة الدفاع في 13 تشرين 1990، كان جوني ناصيف (مواليد 1974) في بلدة عاريا ـــــ ضهر الوحش مع الملازم أول جورج أبو هلون وميلاد العلم. وقد أفاد بعض الشهود أنهم رأوا الجيش السوري يقبض عليهما. لاحقاً، تبيّن أن جثة ميلاد العلم كانت بين الجثث التي وجدت في وزارة الدفاع اللبنانية، وأمس ثبت أن جثة جوني ناصيف إحدى تلك الجثث أيضاً، علماً بأن ثمة جثة لم يتم التعرف إليها بعد، في وقت ترفض فيه عائلة الملازم أول جورج أبو هلون إجراء فحوص الحمض النووي.

 

 

 

 

ئيس دير القلعة لكشف مصير شرفان وأبو خليل

 

رفضت الكتيبة 102 المتمركزة في ضهر الوحش تسليم نفسها للجنود السوريين، وخاضت معها معارك ضارية أسفرت عن إبادة هذه الكتيبة التي أعدم أفرادها وهم مربوطي الأيدي. كما أعدم في قرية بسوس 15 مواطناً بسبب إشتباكات مع القوات السورية.... وصل السوريون الى قصر بعبدا قبل ست ساعات من وصول قائد الجيش اميل لحود اليه. واستولوا على وثائق وملفات وزارة الدفاع، وأرسلوها الى دمشق.

 

كان يمكن للوثيقة التي بعث بها الجنرال عون إلى السفير الفرنسي رينيه ألا عبر النائب السابق بيار دكاش ليل 12 تشرين ان تشكل مخرجاً مشرفاً لجميع الفرقاء. وقد تضمنت الوثيقة اثني عشر بنداً تنص على الاعتراف بالياس الهراوي وتوحيد الجيش وحل الميليشيات والتشديد على إجراء انتخابات نيابية حرة برعاية الأمم المتحدة. ولو أخذ الحكم الموالي لسورية بهذه الوثيقة لما وقعت أحداث 13تشرين. لكن الوثيقة أهملت وصرف النظر عنها من اجل فرض الخيار العسكري. ويقول عون إن "موضوع الوثيقة أتى نتيجة محادثات أجريت مع محسن دلول في منزل السفير الفرنسي قبل أيام من 13 تشرين، لكن دلول لم يقدم لي خياراً سوى الاستسلام للمشيئة السورية، فعندما سألناه عن أساس المبادرة السورية والبرنامج المقبل للحكومة، أجاب ندخل في الحكومة " و بعدين بيقولولنا"، عندها قلت له إنني أريد أن أعرف ماذا سأقول للناس، و هذا ما ترجم في حينه أنني أريد الاستسلام لأنني خائف من الناس، فلم يفهم جوابي في معناه الحقيقي. القصة كانت واضحة فالبنود شكلت مخرجاً للأزمة، و بما أن الغاية ليست حل الأزمة بل وضع اليد على لبنان نهائياً، حدث ما حدث".

الجنرال الذي وعد بالتحرير والنصر وتحقيق السيادة والاستقلال في لبنان، أعلن الاستسلام الكامل في ببيانٍ أبكى الكثيرين وأفرح الخصوم. ثم حوصر في السفارة الفرنسية تمهيدا لنفيه.

حاول العميل السوري فرنسوا حلال اغتيال العماد ميشال عون في القصر الرئاسي وتبنى الامين العام لحزب البعث السوري في لبنان عبدالله الامين العملية ...  

 

ADMIN

وُلد المحامي جوزف أنطوان وانيس في بلدة الحدث قضاء بعبدا _ محافظة جبل لبنان _ عام 1978، وتربّى منذ طفولته على حُبّ الوطن والتضحية من أجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية _ كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة _ الفرع الثاني، وتخرج فيها حاملًا إجازة جامعيّة عام 2001، وحاز في العام 2004 دبلوم دراسات عُليا في القانون الخاصّ من جامعة الحِكمة _ بيروت. محامٍ بالاستئناف، مُنتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، ومشارك في عدد لا يُستهان به من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات التي تُعنى بحقوق الإنسان.

Related Posts
Comments ( 0 )
Add Comment