Comments ( 0 )
أعلام من بلاد الأرز المحامي جوزف وانيس
التحق بجامعة الحكمة ليتابع تخصّصه وينال في العام 2004 دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص.
انتسب إلى نقابة المحامين في بيروت،
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافيّة والحقوقيّة اللبنانيّة والدوليّة والمحاضرات إلتي تعنى بحقوق الإنسان.
بتاريخ 26/8/1992 زُرِعت عبوة ناسفة في مكتب النقيب عماد عبّود أدّت إلى استشهاده والرقيب فيليب وانيس شقيق جوزف الذي لم عانى نتيجة هذه الفاجعة مأساة مزدوجة فمن جهة خسر شقيقًا في ربيع عطائه لعائلته ووطنه ومجتمعه، ومن جهة أخرى تعرّض لاضطهاد الأجهزة إثر اتهامه بمحاولة الانقلاب على السلطة بإيحاء من العماد ميشال عون المنفي إلى فرنسا ودعم منه. علمًا أنّه لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من عمره وأُحيل إلى التحقيق بتهمة المقاومة المسلّحة للاحتلال السوريّ للبنان.
لم تحبط هذه الصعوبات من عزيمته الوطنيّة، فإذا به ينشط مناضلًا هادفًا إلى تحرير وطنه من الاحتلال والهيمنة السوريّة وفساد حكّامه المتواطئين.
مع التحاقه بالجامعة اللبنانيّة، كليّة الحقوق، إنضمّ إلى كوادر التيّار الوطنيّ الحرّ وأنتخب مندوبًا للتيّار لسنوات عدّة.
من موقعه هذا شارك في تنظيم العديد من المظاهرات المندّدة بالاحتلال السوريّ. حتّى أنّه اعتقل بتاريخ 9 آب 2001 وأُحيل للمحاكمة مع رفاقه وحُكِم بالسجن 15 يومًا، لمشاركته في المظاهرة الشهيرة أمام قصر العدل في بيروت، المُطالِبة بالإفراج عن معتقلي 7 أب المسجونين تعسّفًا بخلاف مقتضيات الحريّة والديمقراطيّة.
إلى كونه عضوًا مؤسّسًا في اللقاء الحدثي الذي يهتم بشؤون بلدة الحدث وشجونها ويُتابع قضايا أبنائها في كافة النواحي والمستويات الاجتماعيّة والإنمائيّة والسياسيّة والثقافيّة، إنتسب إلى حزب التيّار الوطنيّ الحرّ، ونشط في أنشطته وراح يتدرّج في المسؤوليّات الإداريّة والتنفيذيّة، حيث تولّى بداية أمانة السرّ في قطاع بلدة الحدث من العام 1998 حتّى العام 2008، ثمّ أنتخب منسّقًا حتّى العام 2011. وكان قد عُيّن مسؤولًا عن التوعية في قضاء بعبدا منذ العام 2001 لغاية العام 2004.
من خلال نضاله السياسيّ وأفكاره التي يتبنّاها ويظهّرها اليوم بنوع خاصّ في برنامجه الذي يترشّح من خلال إلى الانتخابات النيابيّة، نتلمّس عمق ما يكنّه من احترام لأرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن حريّة لبنان وسيادته واستقلاله، ودرجة احتضانه لمعاناة عائلاتهم والمتضامنين معهم.
عمومًا، هو يلتزم قضيّة لبنان ورسالته وحقوقه، ويتطلّع إلى دولة العدالة والقانون، ويؤمن ببناء وطن دائم لجميع أبنائه، يُؤمّن فرص العمل للجميع كلّ بحسب كفاءته، كي ينعم أبناؤه برغد العيش والحياة المستقرّة.
يسعى إلى الإصلاح والتغيير في النفوس والنصوص، ويعمل لإقرار القوانين التي تساهم في الحدّ من الفساد المستشري، ويبحث عن السبل الآيلة إلى تحسين الظروف الحياتيّة والاجتماعيّة، هادفًا من تحرّكه إلى تحقيق المساواة بين المواطنين وضمان كرامتهم، وإلى نهج سياسة ذات بُعد اجتماعيّ تردم الهوّة بين طبقات المجتمع وفئاته، وتكافح كلّ أشكال الاستبعاد الاجتماعيّ.
في قناعاته أنّ شعب لبنان شعب عظيم يستحقّ أن يمثّله في الندوة البرلمانيّة أشخاص مؤهّلون أكفّاء، يغلّبون المصلحة العامّة على المصالح الشخصيّة.
يبقى هاجسه الأوّل رفع الظلم اللاحق بقضيّة الشهيدين، النقيب عماد عبّود والعريف فيليب وانيس، ومتابعة مسألة الضبّاط والعسكريّين الذين استقالوا في السنة 1990 مرغمين، وملاحقة قضيّة المخطوفين والمعتقلين، السياسيّين والمفقودين اللبنانيّين، سعيًا وراء كشف مصيرهم والإفراج عن الأحياء من بينهم.
من هنا أتت مبادرته مؤخّرًا لخوض الانتخابات النيابيّة في العام 2013، مدفوعًا بحسّه الوطنيّ ونضاله المستمرّ وشعوره بالمسؤوليّة تجاه وطن يمتلك كلّ مقوّمات النهوض لكنّه يبقى مشلولًا بفعل هيمنة الفاسدين وعبث المتآمرين وهيمنة المتنفذين، تجّار الحروب وسماسرة المصالح الخاصّة.
(كتاب أعلام من بلاد الأرز للأستاذ أنطوان فضّول، الجزء التاسع، الصفحة 47)
